بمبادرة جمعية نساء ضد العنف عقد ندوة كتاب بعنوان "شرفة العار" للروائي والكاتب إبراهيم نصرالله، الرواية الأولى في العالم العربي الذي تتحدث عن قتل النساء وجريمة الشرف

 

افتتحت السيدة عايدة توما – سليمان الندوة  مرحبة بالكاتب الفلسطيني نصرالله الذي أتاحت لنا التقنيات الحديثة أن يشارك في الندوة عبر الاتصال عن طريق الانترنت من مكان أقامته في الأردن، فقدم مداخلته صوتا وصورة وحضر كل الندوة مع الجمهور

وأضافت توما أن الجمعية تعقد هذه الندوة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء واليوم العالمي لحقوق الإنسان، كون الرواية تتطرق لإحدى القضايا التي تصب في جوهر وتعتبر من أقسى أشكال العنف الذي يمارس ضد النساء وهي قتل النساء وما يسمى جرائم الشرف. فعندما بدأنا في نساء ضد العنف نطرح في العام 1993 قضية جرائم قتل النساء واجهنا معارضة حتى من فئات اليوم شريكة في هذا النضال وكانت تعتبر تقدمية إذ قالوا لنا: انتهت مشاكل شعبنا ولم يبق غير هذا الموضوع، واليوم أصبح التصدي لهذه الجرائم الموقف الصحيح والمصرح به وأتى الأديب أبراهيم نصرالله ليصدر روايته حول الموضوع لكي يجعله في الوعي والخطاب الجماهيري أكثر.
 
 
 
 
شكر الكاتب ابراهيم نصرالله جمعية نساء ضد العنف على المبادرة لتنظيم هذا اللقاء ومكتبة أو سلمى وبلدية الناصرة لاستضافتها الندوة، الآمر الذي أتاح له على حد تعبيره الفرصة للقاء الأهل والقراء في الداخل الفلسطيني. وابتدأ الكاتب حديثه: "دعونا نتحدث ببساطة رغم أن البساطة أصعب ولنحاول معا رسم صورة أو مشهد تراجيدي كي نستطيع أن نتخيل أن هناك مذبحة سنوية تتكرر في كل عام وتمر بما يشبه الصمت أو التواطؤ 5000 امرأة يقتلن باسم الشرف.
وأضاف نصرالله: أن مقتل امرأة أو فتاة ارتفعت في الحب، ولا أقول وقعت في الحب، كفيل بأن يعيد ترتيب واقعنا وإعادة حساباتنا وأكد أن روايته أتت لتحرض على هذا الواقع الذي تقتل فيه امرأة كل ساعة ونصف.
الدكتور رياض كامل - مدير مدرسة ماريوسف، قدم قراءة نقدية للرواية وأشاد بأسلوب الروائي الذي اتبعه الروائي أبراهيم نصرالله واستطاع من خلاله شد القارئ لحظة وراء أخرى بأسلوب شيق وممتع جعل الأحداث تتصاعد بسرعة وقدم نموذجا اخاذا في السرد قيد القارئ للأحداث وللحبكة .
كما أكد أن الشرفة تطل على بصيرتنا لتشرف على مأساتنا، وأضاف أن شرفة العار رواية صعبة وقاسية لكنها واقع نعيشه، أكدت لنا أن جميعنا سجناء في هذا المجتمع.
الكاتب والصحفي هشام نفاع تحدث عن جدلية التزام الكاتب بالواقع وبموقف مبدئي وعرضه في الروايات متطرقا إلى أن الفن التجريدي يشبه قاربا خاليا في
 
عرض البحر قد يعطيه الناظر ويجمله أي معنى يريد أن يراه إلا أنه لا قيمة له لو لم يكن هناك من ينظر اليه ويحمله المعاني التي يريد.
وفي تطرقه إلى رواية " شرفة العار" قال الصحفي نفاع بأن الرواية تسرد واقعا معاشا يبدو وانه أمر طبقي بالإضافة إلى كونه يحتكم إلى العادات والتقاليد فأبطال القصة جميعهم ينتمون إلى الطبقات الفقيرة المسحوقة التي لا تملك الكثير من الخيارات أمامها .
وفي نهاية الندوة قام الحضور بتوجيه الأسئلة مباشرة للأديب حول الرواية وانتشار جرائم الشرف في المجتمع الفلسطيني اللاجئ في الأردن والمجتمع الأردني عموما وبدوره أجاب الكاتب نصرالله على مجمل الأسئلة معربا عن تطلعه إلى مثل هذه اللقاءات مستقبلا.